السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة القرآن، والشكر له أن هدانا لتلاوته وتدبر معانيه..فالحمدلله رب العالمين..
أهل كتاب الله..يامن اجتمعت قلوبكم على حبه..اليوم أكتب لكم مشهد نادر قل من يراه في هذا الزمان..مشهد تدمع له القلوب قبل العيون، وترتقي به الدعوات تسأل الله أن يجيب..
قصة قصيره ومعانيها عميقه..أريدك وأنت تقرأ أن تفتح لكلامي قلبك وقبل كل شيء تدبر ما أقول ثم أجب على السؤال..
هن فتيات صغيرات، مكانهن في أرض غزة، أعمارهن صغيرة ولكن عقولهن كبيره..
اعتدن أن يجتمعن مع المحفظات لتسميع آيات حفظنها من القرآن، تربين ببيت من بيوت الله..
لكن العدو الهمجي لم يرد لهن أن ينشأن بأخلاق قرآنيه فضرب المسجد وتحجج بأنه مكان لتخزين السلاح!!
عذر أقبح من ذنب!!
هدم المسجد، حزنت الفتيات الصغيرات، بل ذرفن الدمع، ترى لماذا يبكين كل هذا البكاء؟؟
ألأنه هدم؟
ألأنه تدمر؟
أم لأن أعداء الله حرقوه؟
كل هذا غالي صحيح ولكن بكاءهن كان لأمر أعظم..!!
وقفت إحداهن وقالت بصوت مرتفع وبنبرة تحدي:
أين سأُسَمع ماحفظت من كتاب الله؟" هدو المسجد خليهم يهدوه إحنا راح نحفظ بالعراء وماراح نوقف حفظنا للقرآن!!"*
بالله عليكم أما تقشعر لهذا الأبدان؟
طفلة، أحبت كتاب الله وحثت سعيها لحفظه، وكرست جهدها ووقتها لترتيله، أحبته حباً صادقاً فشق عليها أن تتوقف بسبب الدمار، تحدت العدو وقررت أن تكمل مسيرتها..
وبالفعل نصبت الخيمه بالعراء وفوق ركام المسجد..
واستمرت المسيره..وستستمر..
أما نحن..أنت وأنتِ ..
لقد أرسلت هذه الطفلة رساله لنا جميعاً وهي رسالة قد لا يعيها من يسمع الكلمات دون التفكر فيها ومقارنتها بنفسه وحاله..
أيا مسلم ويا مسلمه..كتاب الله بين يديكم..ماهد العدو داركم ولا أهان محرماتكم..
هؤلاء يعيشون تحت نار الحرب وأنتم تعيشون في رغد العيش..
هؤلاء في حصار ودمار وأنتم في أحسن حال..
ومع ذلك أظهروا الحرص على حفظ كتاب الله وتمسكوا به فكيف حالك مع كتاب الله أنت؟؟
لا تتكاسلوا عن حفظه وتدبره وتعلمه، لا عذر لكم اليوم بعد هذا المشهد!!
منا من لم يفتح المصحف من رمضان، ومنا من أنسته الدنيا ورده اليومي، وآخر أكل الغبار مصحفه من إهماله له!!
إن هذا لمصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم)
تفكر دائماً:
كيف حالك مع كتاب الله؟؟
بحفظ الله ورعايته ..